نمتلك الثقة في رغبة «حماس» في تحقيق الهدنة

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!


استقبل الرئيس الأميركي دونالد ترامب، مساء الإثنين في البيت الأبيض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، المطلوب أمام المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب، فيما أبلغ رئيس وزراء الاحتلال ترامب بأنّه رشّحه لنيل جائزة نوبل للسلام.

وفي خضمّ المحادثات غير المباشرة الجارية بين الاحتلال الإسرائيلي وحركة حماس في الدوحة، أفاد الدفاع المدني في غزة أنّ 12 فلسطينيا على الأقلّ استشهدوا وأصيب عشرات آخرون في غارات جوية إسرائيلية، وفق وكالة «فرانس برس». 

ترامب: نثق في رغبة حماس لوقف إطلاق النار
وخلال لقائه نتانياهو مساء الإثنين، أعرب ترامب عن ثقته في أنّ حماس تريد التوصّل إلى وقف لإطلاق النار مع إسرائيل.

وردّا على سؤال عمّا إذا كانت المعارك الدائرة في القطاع بين الاحتلال والحركة الفلسطينية ستؤدّي إلى تعطيل المحادثات الجارية بين الطرفين للتوصّل إلى هدنة، قال ترامب للصحفيين في البيت الأبيض «إنّهم (حماس) يريدون اجتماعا ويريدون وقف إطلاق النار هذا».

وأجاب ترامب على أسئلة الصحفيين في مستهلّ عشاء في البيت الأبيض مع نتانياهو والوفد المرافق له. وردّا على سؤال بشأن السبب الذي حال حتى الآن دون إبرام هذه الهدنة، قال: «لا أعتقد أنّ هناك عائقا. أعتقد أنّ الأمور تسير على ما يرام».

ويأتي لقاء ترامب- نتنياهو في الوقت الذي تستضيف فيه الدوحة محادثات غير مباشرة بين تل أبيب وحركة حماس للتوصل إلى وقف لإطلاق النار بين الجانبين.

سعي إسرائيلي لمواصلة السيطرة على غزة
من جهته، استبعد نتنياهو مجدّدا قيام دولة فلسطينية كاملة، مشدّدا على أنّ تل أبيب ستحتفظ دوما بالسيطرة الأمنية على قطاع غزة.

وقال نتانياهو: «الآن، سيقول الناس إنها ليست دولة كاملة، إنها ليست دولة، هذا لا يهمّنا».

واستبقت الناطقة باسم الرئاسة الأميركية كارولاين ليفيت اللقاء بين ترامب ونتانياهو بالقول إن «الأولوية القصوى في الشرق الأوسط للرئيس هي إنهاء الحرب في غزة وضمان عودة جميع الرهائن».

وأضافت أنّ المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف سيسافر إلى الدوحة في وقت لاحق من هذا الأسبوع. وكان ترامب قال الأحد إنّ هناك فرصة جيّدة للتوصل إلى اتفاق هذا الأسبوع.

ويأتي الاجتماع بين ترامب ونتنياهو في الوقت الذي عقدت فيه إسرائيل وحماس في الدوحة يوما ثانيا من المحادثات غير المباشرة الرامية للتوصل إلى وقف لإطلاق النار.

مظاهرات قرب البيت الأبيض: لا لمجرم الحرب نتنياهو
وبينما كان الرئيس الأميركي ورئيس الوزراء الإسرائيلي مجتمعين، احتشد عشرات المتظاهرين قرب البيت الأبيض، مردّدين شعارات تتهم نانياهو بارتكاب إبادة جماعية في القطاع الفلسطيني.

ومنذ الأحد، عُقدت في الدوحة جولتان من المحادثات غير المباشرة بين إسرائيل وحماس، وفق مصادر فلسطينية قريبة من المفاوضات.

وقال مسؤول فلسطيني مطلع على المحادثات الرامية للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة، في تصريح لوكالة فرانس برس مشترطا عدم كشف هويته “انتهت بعد ظهر اليوم جلسة المفاوضات غير المباشرة بين حماس وإسرائيل في الدوحة” لافتا إلى أنه “لم يتم تحقيق اختراق في اللقاء الصباحي لكن المفاوضات سوف تستمر”.

وأضاف أن حماس تأمل التوصل لاتفاق.  والأحد، رأى ترامب أن هناك فرصة جيدة للتوصل إلى اتفاق.

وقال للصحفيين «نجحنا بالفعل في إخراج العديد من الرهائن، ولكن في ما يتعلق بالرهائن المتبقين، فسيتم إخراج عدد لا بأس به منهم. ونتوقع أن يتم ذلك هذا الأسبوع».

من جانبه، قال نتانياهو للصحفيين في مطار بن غوريون قبل توجهه إلى واشنطن «أعتقد أنّ المحادثة مع الرئيس ترامب يمكن أن تُسهم بالتأكيد في دفع هذا الهدف الذي نتمناه جميعا».

ويسعى الرئيس الأميركي إلى التوصل إلى هدنة في قطاع غزة الذي يشهد وضعا إنسانيا كارثيا بعد 21 شهرا من الحرب المدمرة.

وتتعلق محادثات الدوحة التي تعقد بوساطة قطرية ومصرية وأميركية بآليات تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل رهائن محتجزين في غزة بفلسطينيين معتقلين في إسرائيل، بحسب مسؤول فلسطيني.

وأشار المسؤول الفلسطيني إلى أنّ وفد حماس (موجود) في غرفة والوفد الإسرائيلي في غرفة أخرى في المبنى نفسه في الدوحة.

المتهم بارتكاب جرائم حرب يرشح ترامب لجائزة نوبل للسلام
وخلال لقائه ترامب أبلغ نتنياهو مضيفه أنّه رشّحه لنيل جائزة نوبل للسلام، مقدّما للملياردير الجمهوري نسخة عن رسالة الترشيح التي أرسلها إلى لجنة الجائزة.

وقال نتانياهو إنّ ترامب «يصنع السلام في هذه الأثناء، في بلد تلو الآخر، في منطقة تلو الأخرى».

وخلال السنوات الماضية تلقّى ترامب من مؤيّدين ومشرّعين موالين له العديد من الترشيحات لنيل نوبل السلام، الجائزة المرموقة التي لم يُخفِ يوما انزعاجه من عدم فوزه بها.

وكثيرا ما اشتكى الرئيس الجمهوري من تجاهل لجنة نوبل النرويجية للجهود التي بذلها في حلّ النزاعات بين الهند وباكستان، وكذلك أيضا بين صربيا وكوسوفو.

كما يدّعي ترامب الفضل في حفظ السلام بين مصر وإثيوبيا، وكذلك أيضا في رعاية الاتفاقيات الإبراهيمية الرامية لتطبيع العلاقات بين إسرائيل والعديد من الدول العربية.

وخاض ترامب حملته الانتخابية بشعار «صانع سلام»، زاعمًا أنه يستخدم مهاراته التفاوضية لإنهاء الحروب ولا سيما في أوكرانيا وقطاع غزة، لكنّ هذين النزاعين لا يزالان مستعرين رغم مرور أكثر من خمسة أشهر على عودته إلى البيت الأبيض.



‫0 تعليق

اترك تعليقاً