الإخوان المسلمون: تاريخ مفعم بالعنف والجرائم

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!


 

كان صعود جماعة الإخوان إلى السلطة في مصر في أعقاب سقوط حسني مبارك في 11 فبراير 2011 بفعل ثورة 25 يناير بعد 18 يومًا من النضال الجماهيري في ميادين مصر، كان ولا يزال التجربة، الأكثر عمقا فى قدرة الوعى المصرى على استيعاب المشهد والنهوض مسرعًا فى لفظ الجماعة ما تبعه سقوط وانهيار مدوي لها بكل رموزها.

تشير الوثائق إلى تدخل الجماعة بشكل غير مباشر فى عملية اقتحام السجون المصرية بالتعاون مع بعض الجهات الخارجية فى أعقاب الفوضى التى تلت ثورة 25 يناير ثم اختطافهم الثورة والصعود عليها والاستئثار بالحكم واستبعاد كل التيارات السياسية الأخرى.

عملت الجماعة عقب تولى الراحل محمد مرسي الحكم على تغيير نظام الدولة بشكل تدريجى بدأت بحركة تغيرات واسعة فى المؤسسات القضائية والجيش والشرطة والإطاحة بذوى الخبرة وتولية أهل الثقة، ما أثار حفيظة المجتمع ضد تلك الممارسات وخروج أطياف الشعب إلى الميادين لرفض تلك الممارسات.

لكن الجماعة استخدمت أسلوب العنف فى مواجهة المعارضين لسياستها وقام العديد من أعضاء الجماعة باقتحام اعتصام المحتجين أمام قصر الاتحادية والاعتداء عليهم بالضرب وفض الاعتصام بالقوة ونتج عن عملية الاقتحام وفاة أكثر من 100 مواطن مصرى واعتقال آلاف المعارضين لها، ما زاد من حالة الاحتقان المجتمعى ضد الجماعة والخروج إلى الشوارع منددين بسياسة الإخوان، ما دفع القوات المسلحة إلى عزل الرئيس محمد مرسى وتعطيل العمل بالدستور وتولى رئيس المحكمة الدستورية شئون البلاد لفترة انتقالية جديدة .

دفعت تلك الإجراءات أعضاء الجماعة ومؤيديها إلى الاعتصام فى ميدان رابعة العدوية وتهديد القوات المسلحة بفتح الحدود للجماعات المسلحة والميلشيات الأجنبية، وحمل السلاح والانقلاب على الدولة حال عزل مرسى من منصبه، وبدأ فى حمل السلاح والتهديد بإسالة بحور من الدماء فى الشوارع وتسهيل دخول الجماعات المسلحة إلى سيناء وضرب كمائن الجيش واستهداف رجال الأمن والشرطة وتفجير الكنائس والمنشآت العامة.

فوفقًا للدكتور جمال زهران: أستاذ العلوم السياسية فى كتابه” صعود وانهيار جماعة الإخوان الإرهابية فى مصر الثورة “، فإن الجماعة خرجت من التاريخ نهائيًا على اثر انتهاج تلك الممارسة وأعمال العنف، وارجع زهران أسباب خروجها بهذه الصورة، لأنها صعدت إلى السلطة عبر الصفقات، وفشلت فشلاً ذريعًا في خدمة الشعب المصري، كما فشلت في تقديم نموذج أخلاقي للحكم يؤكد رؤيتهم الدينية في تقدم البلاد ونهضتها وتطورها، بل قدمت أسوأ النماذج؛ فكان القرار الشعبي بالانقضاض عليها وتقديم قياداتها للمحاكمات، وإخراج هذه الجماعة العميلة للخارج فكرةً وسلوكًا، من التاريخ بشكل أبدى.

مكتسبات 30 يوليو

من أهم مكتسبات ثورة 30 يونيو 2013 هو إسقاط حكم جماعة الإخوان، وبيان ضعف خطاب جماعات الإسلام السياسى، وتناقض مشروعها وأهدافها مع الثوابت الوطنية والأمنية والثقافية للدولة المصرية.

وقد تأكد للمصريين بعد 30 يونيو حجم الجريمة التى ارتكبتها قيادات جماعة الإخوان فى حق الوطن والشعب المصرى أولًا، وفى حق منتسبيها والمتعاطفين معها ثانيًا، عندما لم يرضخوا لرغبة الشعب المصرى فى إنهاء حكم الجماعة واسترداد مؤسسات وثوابت وثقافة وهوية الدولة المصرية، أيضا عندما لم يعترفوا بأخطائهم فى سنة حكمهم، وأدخلوهم فى صدام دموى مع الدولة من أجل خلق “حالة مظلومية زائفة” تتغذى على الكراهية ومشاعر العداء للدولة المصرية ومؤسساتها الوطنية، وتضمن لهم وحدة واستمرار وجود الجماعة.

تاريخ من العنف

ارتكبت جماعة الإخوان العديد من الجرائم في حق مصر وشعبها منذ بداية تأسيس الجماعة الإرهابية علي يد حسن البنا عام 1928 فقد أسس التنظيم الخاص بقيادة البنا لتنفيذ العديد من العمليات الإرهابية والاغتيالات بدأت باغتيال محمود فهمى النقراشى رئيس وزراء مصر الأسبق بعد أن صدر قرار بحل الجماعة، ثم اغتيال القاضي أحمد الخازندار الذى كان ينظر قضايا تخص عناصر الجماعة، ثم محاولة اغتيال أحمد ماهر باشا رئيس وزراء مصر الأسبق.

ويعتبر حسن الهضيبى المرشد العام الأسبق أحد أبرز عناصر الجماعة الذى تميز بالعنف فقد صدر ضده حكم بالإعدام إثر محاولة اغتيال الرئيس الراحل جمال عبد الناصر في حادث المنشية تم تخفيف الحكم ضده إلى المؤبد ثم وضعه تحت الإقامة الجبرية بسبب كبر سنه وسوء حالته الصحية، كما صدر ضده حكم بالسجن فى قضية تنظيم 1965، بتهمة إحياء تنظيم الإخوان ومحاولة الانقلاب على نظام الحكم.

أما المرشد عمر التلمسانى فقد صدر ضده حكم بالسجن في قضية محاولة اغتيال الرئيس جمال عبد الناصر في حادث المنشية، ضم شباب الجماعات الإرهابية إلى تنظيم الإخوان بعد تولى منصب المرشد العام للجماعة خطط لدفع الإخوان إلى عضوية المجالس التشريعية والنقابات المهنية.

 

وبلغ تشدد المرشد العام للجماعة مصطفى مشهور أن أفتى بعدم دخول الأقباط إلى الجيش وعدم توليهم المناصب في الدولة مقابل قيامهم بدفع الجزية.

كما أفتى المرشد مأمون الهضيبى بأن أعمال الاغتيالات التي نفذها النظام الخاص للإخوان كان هدفها التقرب إلى الله

وقد صدر ضد المرشد العام محمد مهدى عاكف حكم بالإعدام عام 1954 في قضية تهريب اللواء عبد المنعم عبد الرؤوف أحد أعضاء التنظيم الخاص لجماعة الإخوان، وقد سب مصر علنا فى حوار صحفى حين قال”طز فى مصر”.

وقد واجه المرشد السابق محمد بديع أحكاما بالإعدام في قضايا مختلفة بعد الإطاحة بالإخوان 2013 من الحكم.

لماذا فشل الإخوان فى حكم مصر؟

يذهب العديد من المحللين السياسيين إلى أن فشل الإخوان يعود إلى عقيدتهم التكفيرية التى دفعتهم لمحاولة إزاحة الآخرين لا التعاون معهم.. وأنهم لم يستوعبوا درس التاريخ، وبدلًا من أن يفكروا فى التعاون مع الآخرين فكروا فى الانتقام من المؤسسة العسكرية .

أيضًا جهلهم بثوابت الأمن القومى المصرى وماقاله وكأنه هتّيف فى مظاهرة وليس رئيس دولة وفى خطاب الكراهية الطائفى الذى أشاعه مرسى وشلة الإرهابيين معه.

كان من عوامل فشل الإخوان أيضًا حالة الانكشاف للجماعة أمام الرأى العام المصرى لقد ظل الإخوان سنوات طويلة يروجون للجماعة على أنها جماعة تضم عباقرة وأساتذة جامعات أفذاذًا، وعلماء لا يشق لهم غبار، وأنهم جماعة الأيدى المتوضئة.. فإذا بالجماعة تقدم مجموعة من المتواضعين فكريًا واجتماعيًا وثقافيًا للرأى العام.

قدوم الجماعة على إصدار الإعلان الدستورى عنوة واقتدارًا ومنحوا به محمد مرسى صلاحيات شبه مطلقة، واستمرارهم فى إنكار دور الجيش فى حماية البلاد والتلاعب فى ثوابت الأمن القومى المصرى واقترح تأسيس حرس ثورى إخوانى يكون بديلًا عن الجيش والشرطة.

فما كان أمام المؤسسة العسكرية خيارا سوى الدعوة لانتخابات رئاسية مبكرة يكون الإخوان طرفًا فيها لكنهم رفضوا، وواصلوا حماقتهم التاريخية ورغبتهم فى الصدام مع المجتمع ومع الدولة المصرية وتكرر أفعال التآمر والصدام التى أدت إلى فقدانهم الحكم عقب ثورة 30 يوليو.

 



‫0 تعليق

اترك تعليقاً