محطات من حياة نظيم شعراوي، أحد أعلام المسرح المصري

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!


تحل اليوم 30 يونيو، ذكرى وفاة  نظيم شعراوي، أحد الأسماء التي تركت أثرًا واضحًا في تاريخ الفن المصري.

نظيم شعراوي حمل مسيرة طويلة امتدت لعقود من الزمن، تنقل خلالها بين المسرح والسينما والدراما، ليترك بصمة لا تنسى في تاريخ الفن المصري، قبل أن تختتم رحلته مع الحياة في هدوء، بعد صراع مع المرض، ويبقى اسمه حاضرا في ذاكرة الجمهور بأدواره التي جسدها ببراعة واتزان، إنه الفنان القدير نظيم شعراوي الذي تحل اليوم ذكرى رحيله.

نظيم شعراوي

 

ولد الفنان الكبير نظيم شعراوي يوم 7 يناير عام 1922 بمدينة الإسكندرية، ومنذ طفولته طغى عليه حب التمثيل، ليبدأ أولى خطواته الحقيقية في عالم الفن مع بداية عام 1948.

 “فتاة من فلسطين”

 

التحق بمعهد خاص كان يديره الريجيسير قاسم وجدي، وهو المكان الذي تعلم فيه على يد كبار الممثلين في ذلك الوقت، كما كان قاسم وجدي يوفر لطلابه الموهوبين أدواراً صغيرة في السينما، ليحصل نظيم شعراوي على أول دور له في فيلم “فتاة من فلسطين” مجسدًا شخصية طيار.

انضمام نظيم شعراوي للمسرح

 

لم يكتف شعراوي بذلك، بل قرر دراسة التمثيل بشكل أكاديمي، التحق بالمعهد العالي للتمثيل وتخرج فيه عام 1953، لينضم بعدها للمسرح القومي، حيث قدم العديد من الأعمال المسرحية المهمة، قبل أن يلتحق بفرقة الفنان الكبير يوسف وهبي، ويصقل موهبته أكثر وأكثر على خشبة المسرح.

على مدار مشواره الفني، أثبت نظيم شعراوي نفسه كأحد أبرز فناني جيله، خاصة في المسرح، كما تنوعت أدواره بين السينما والدراما، ليصل رصيده الفني لأكثر من 120 عملاً متنوعاً، ترك من خلالها بصمة واضحة في تاريخ الفن المصري.

علاقة نظيم شعراوي بالزعيم

 

أما علاقته بالزعيم عادل إمام، فكانت علاقة خاصة، حيث كان عادل إمام يتفاءل بوجوده في أعماله، منذ أن جسد دور والده في مسرحية “مدرسة المشاغبين”، ليصبح بعدها ضيفاً دائماً في أغلب أعمال الزعيم، منها أفلام “كيف تخسر مليون جنيه”، “طيور الظلام”، “الواد محروس بتاع الوزير”، إلى جانب مشاركته الشهيرة في مسرحية “شاهد ماشفش حاجة”، من خلال دور القاضي، وهو الدور الذي اعتبره النقاد أحد أعظم مشاهد الثنائيات في تاريخ المسرح، لما حمله من كوميديا صامتة مدعومة بالثبات والاتزان الذي أجاد تقديمه نظيم شعراوي ببراعة.

الزهايمر ورحيل شعراوي

 

وفي سنواته الأخيرة، عانى شعراوي من المرض، وظهر للمرة الأخيرة على الشاشة وهو على كرسي متحرك، من خلال مسلسل “الرجل الآخر” أمام النجوم نور الشريف، ميرفت أمين، وماجدة زكي، حيث جسد شخصية رجل قعيد هزمته مآسي الحياة، ورغم أن الدور لم يكن مكتوباً له خصيصاً، إلا أن ظروفه الصحية جعلته الأقرب لتجسيد تلك الشخصية التي كانت تمثل واقعه الحقيقي وقتها.

وبعد انتهاء المسلسل، توالت عليه الأزمات الصحية، فابتعد عن الوسط الفني، وقرر الاعتزال نهائياً، وظل ملازماً لمنزله غير قادر على الحركة، حتى جاءت المأساة الكبرى في حياته بإصابته بمرض الزهايمر، الذي أنهك جسده وعقله، ليرحل عن عالمنا في هدوء عن عمر ناهز الـ 87 عامًا، إثر ضمور شديد في خلايا المخ وفقدان كامل للذاكرة، لكنه ترك خلفه إرثاً فنياً سيظل خالداً في وجدان الجمهور، وشاهداً على مسيرة فنان كبير لم يعرف يوماً غير طريق الالتزام والموهبة الحقيقية.



‫0 تعليق

اترك تعليقاً