“الوعد الصادق 3” خطوة هامة لليمن ومحور الممانعة.

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!


نوال النونو

ينظر اليمنيون إلى عملية (الوعد الصادق3) بعكس غيرهم، فالنتائج التي تمخضت عنها تصب بلا شك في صالح المنطقة والقضية الفلسطينية واليمن ومحور المقاومة.
وبعيداً عن السجال الذي تنشغل به وسائل الإعلام العربية حول حقيقة المنتصر أو المهزوم في المواجهة التي جرت بين كيان العدو الإسرائيلي والجمهورية الإٍسلامية الإيرانية، فإن اليمنيين يؤكدون على حتمية الانتصار الكبير لإيران ضد أعدائها، وهو انتصار للأمة، وانكسار لقوى الاستكبار العالمي.
هذا الانتصار العظيم للجمهورية الإسلامية، كان حديث المثقفين والسياسيين والمسؤولين اليمنيين يوم الأربعاء الماضي خلال فعالية نظمتها وزارة الثقافة بصنعاء، والتي تم من خلالها تقديم عدة قراءات استشرافية للمستقبل بعد عملية الوعد الصادق 3، وما انعكاساتها على منطقتنا.
ويعتبر وزير الثقافة في حكومة التغيير والبناء بصنعاء الدكتور علي اليافعي أن “عملية الوعد الصادق3، مثّلت مرحلةَ تحوُّلٍ وقاسمًا مشتركًا ومهمًّا لأحرار العالم، لافتًا إلى أن هذه العملية هزت العدوّ الصهيوني وألحقت به الرعبَ والتدمير.
 وتناول الوزير اليافعي عدة محطات للصراع مع الكيان المؤقت، بما فيها طوفان الأقصى، ومساندة محور المقاومة للفلسطينيين في غزة، مؤكداً أن (الوعد الصادق 3) جاءت في مرحلة فارقة بين مرحلتَين (طوفان الأقصى) والوعد الصادق، التي تُعد أعظمَ مرحلة مرت في تاريخ الأُمَّــة”.
وقال: إن “الكيان الصهيوني لا يمكن له البقاء والاستمرار دون دعم الخونة والعملاء والمطبِّعين من العرب”، منوِّهًا بما حقّقته عملية (طوفان الأقصى) من نجاح في إظهار الصورة الهشة لكيان العدوّ وما تكبده من هزيمة نفسية ومعنوية كانت من الممكن أن تتحول تلك الهزيمة إلى انتصارات عظيمة متتالية في حال كان هناك التفاف حولها ومساندة ودعم من قبل جزء من أبناء الأُمَّــة العربية والإسلامية وأحرار العالم”.
لقد تجاوزت الجمهورية الإسلامية الإيرانية الامتحان الصعب خلال هذه المرحلة، وأثبتت للصديق قبل العدو بأن الكيان المؤقت لا يساوي شيئاً أمام القدرات الإيرانية الكبيرة، ولهذا سارع العدو للتوسل لداعميه من الأمريكيين والغربيين لإنقاذه من ورطته غير محسوبة النتائج في العدوان على إيران، ولم يتمكن من تحمل أكثر من 12 يوماً من المواجهة.
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا: ماذا لو استمرت الحرب أكثر من شهر أو شهرين وما مستقبل الكيان المؤقت فيها؟
بالتأكيد فإن النكبة لن تكون سهلة أمام الصهاينة، والخسائر ستكون أوسع وأشمل على كافة المستويات، سياسياً وعسكرياً واقتصادياً، وقد شاهد العالم كيف ولى المستوطنون الصهاينة هاربين أذلاء إلى الخارج عن طريق البحر دون أن تكون لهم طاقة في المواجهة، في المقابل كان الإيرانيون في الشوارع والأسواق يمارسون حياتهم بشكل طبيعي، لا يخافون القصف، ولا يأبهون له، ولم تسجل حالة هروب واحدة من قبل الأحرار في إيران.
مرحلة انكسار وهزيمة
وتعد عملية (الوعد الصادق 3) مرحلة حاسمة وتحولاً في عملية الصراع بين الحق والباطل، فقد عرت الكيان الصهيوني وداعميه، وألحقت بهم شر هزيمة.
ويؤكد مستشار رئيس المجلس السياسي الأعلى السفير عبد الإله حجر أن عملية الوعد الصادق 3 تعد أهم مرحلة في تاريخ الصراع مع كيان العدو الإسرائيلي، لافتاً إلى أن الجمهورية الإسلامية هي الدولة الوحيدة في العالم التي تمكنت من تأديب الكيان، وتوجيه أقسى الضربات له، وأمام شاشات التلفزة وعلى الهواء مباشرة، إضافة إلى أنها تمكنت من إذلال أمريكا من خلال قصف قاعدة [العديد] في قطر، وعجزت واشنطن عن الرد، ورفعت سريعاً الراية البيضاء.
 ويرى السفير حجر أن هذه مؤشرات لبداية نهضة حقيقية للأمة في مواجهة أعدائها، وبداية النهاية للمخطط الصهيوني الذي يسعى للسيطرة على المنطقة والاستحواذ على خيراتها، وتثبيت معادلة الاستباحة للمنطقة دون رد، داعياً الجميع للاستفادة منها والتعلم من الدروس.
وقال حجر: “إن الشعبَ اليمني وأمام التحديات والمكائد التي يحيكها العدوّ، يمتلك قاعدة قوية من الوعي الشعبي والالتفاف حول القيادة والقوات المسلحة”، مستشهدًا بالنجاحات التي تحقّقت في تطوير القدرات العسكرية والإمْكَانيات التي أرعبت العدو، معتبرًا “الصمود والإرادَة، أكبر درع للشعب اليمني في مواجهة التحديات والأخطار وكفيلة بتحقيق النصر على الأعداء”.
كيفية استثمار الانتصار
وأمام هذه الوقائع، استعرض الإعلاميون والمثقفون في الندوة زوايا كثيرة للانتصار الكبير للجمهورية الإسلامية الإيرانية على أعدائها، معتبرين أننا أمام مرحلة جديدة في تاريخ الأمة، ستؤسس لميلاد حركات مقاومة جديدة، واستنهاض أكبر للوعي لمواجهة العدو الإسرائيلي وداعميه من أمريكا والدول الغربية.
وتعد النقطة الأبرز التي تم تناولها خلال الندوة هي في كيفية استثمار هذا الانتصار الكبير من قبل إيران ومحور المقاومة، حيث أجمعت الكلمات على ضرورة دراسة نقاط الضعف لإيران ودول المحور، وفي مقدمتها الاختراق الأمني، من قبل الجواسيس والعملاء، وعدم تكرارها في مستقبل المواجهة مع كيان العدو وأمريكا.
 ورأى الحاضرون أن من أهم الدروس في هذه المواجهة هي عدم الثقة بالمنظمات الأممية، كما هو حال الوكالة الدولية للطاقة الذرية، والتي تحولت إلى أداة استخباراتية بيد كيان العدو، تقدم له المعلومات، والإحداثيات، وتشترك معه في الجريمة.
وباستخلاص الدروس من هذه المواجهة التاريخية الاستثنائية ضد كيان العدوّ الإسرائيلي؛ فَــإنَّ إعادةَ الترميم والبناء، ستكونُ من أولويات إيران ومحور المقاومة، على أن ترافق ذلك معالجة للأخطاء والسلبيات التي أَدَّت إلى تمكّن العدوّ الإسرائيلي من تحقيق بعض الإنجازات خلال هذه المواجهة، ولا سيما في الجانب الاستخباراتي واختراق القيادة؛ مما يساعد على التحصين المتين لجدار المقاومة، والاستعداد للمعركة المقبلة بإمْكَانيات وتجهيزات أقوى.
ما حدث كان مُجَـرّد البداية، وإطلاق النار على إيران ومحور المقاومة وارد لا محالة في أية لحظة؛ ولهذا فَــإنَّ على طهران استثمار انتصارها في الإعداد والتجهيز بشكل أقوى، وبحس أمني عالٍ، ومواصلة تقديم الدعم لمحور المقاومة، والعمل على إيجاد حركات مقاومة جديدة في دول عربية أُخرى.



‫0 تعليق

اترك تعليقاً