منتدى الأردن لتبادل الأفكار السياسية.. تجربة وطنية في تطوير السياسات المعتمدة على الحوار

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!


مدار الساعة – كتبت رهام غرايبة – في ظل ما يشهده الأردن من تحولات على مختلف الأصعدة، يبرز منتدى الأردن لحوار السياسات كإحدى المبادرات الوطنية الرائدة التي تسعى إلى إرساء نهج تشاركي في صياغة السياسات العامة، يقوم على إشراك مختلف مكونات المجتمع، وضمان أن تكون القرارات نابعة من واقع المواطنين واحتياجاتهم الحقيقية. تأسس هذا المنتدى على يد قامة وطنية سياسية وأكاديمية بارزة ، الأستاذ الدكتور حميد بطاينة ، نائب رئيس مجلس النواب سابقًا ، وأستاذ في كلية الطب البشري بجامعة العلوم والتكنولوجيا، إلى جانب نخبة من الأساتذة والقيادات الوطنية والأكاديمية.لم تكن هذه الرؤية وليدة الصدفة ، بل هي ثمرة خبرة طويلة وإيمان راسخ بأهمية الشراكة المجتمعية في تحقيق رؤية وطنية شاملة . وقد أدرك الدكتور البطاينة في أن السياسات الفعالة تنبع من واقع المجتمع، فعمل على إنشاء منصة تجمع مختلف الأطياف لتبادل الخبرات وجمع توصيات واقعية مستندة إلى احتياجات الناس وتعكس تطلعاتهم .وجاء تأسيسه برؤية واعية تؤمن بأن السياسات الناجحة تُبنى على الحوار الجاد والمفتوح بين المسؤولين، والخبراء، وممثلي المجتمع المدني، والشباب. فهو ليس تجمعًا للنخب، بل مساحة تفاعلية تُعزز تبادل الخبرات والأفكار، وتُرسّخ مبدأ الشراكة بين جميع الأطراف المعنية بصنع القرار.وتتجلى أهمية المنتدى في جمعه مختلف الأطياف في المجتمع الأردني حول طاولة واحدة، تتيح مناقشة القضايا الوطنية بشفافية وموضوعية، بعيدًا عن المجاملة أو التجميل. ففي إحدى جلساته الأخيرة، مثلًا، ناقش المنتدى واقع الرعاية الصحية بمشاركة خبراء ومسؤولين، وخرج بتوصيات حول تحسين خدمات المستشفيات العامة؛ كما نظم مؤتمرًا موسعًا لمناقشة تحديات السياحة المستدامة، بحضور ممثلين عن القطاع الخاص وهيئة تنشيط السياحة.وبالرغم من هذه النجاحات، يواجه المنتدى تحديات، أبرزها ضرورة تفعيل توصياته على أرض الواقع، إذ قد تصطدم أحيانًا الإجراءات المقترحة بروتين إداري أو محدودية الموارد، ما يستلزم تعزيز التعاون مع الجهات الرسمية لضمان تحويل مخرجات الحوار إلى قرارات عملية.إن القيمة الحقيقية للمنتدى تتجلى في قدرته على تحويل النقاش إلى عمل مؤثر، من خلال صياغة توصيات مدروسة تستند إلى التحليل الموضوعي، وتقديمها لصناع القرار لتكون مرجعًا موثوقًا في تطوير السياسات والخطط الوطنية. كما لا يكتفي المنتدى بعرض المشكلات وتسليط الضوء عليها، بل يسعى جاهدًا إلى طرح الحلول العملية التي تضمن فعالية القرارات واستدامتها.ويمثل منتدى الأردن لحوار السياسات اليوم نموذجًا وطنيًا يُحتذى به في بناء جسور الثقة بين الدولة والمجتمع، ويعيد الاعتبار لقيمة الحوار البنّاء كمدخل أساسي لصياغة سياسات متوازنة تلبي طموحات الأردنيين.



‫0 تعليق

اترك تعليقاً