واصلت إسرائيل، أمس الاثنين، ارتكاب المجازر بحق النازحين والمجوعين الفلسطينيين وارتكب الجيش الإسرائيلي 59 مجزرة خلال 100 ساعة أدت لسقوط 288 قتيلاً بينهم ضحايا من طالبي المساعدات، فيما قدَّم جنود إسرائيليون دعوى إلى المحكمة العليا الإسرائيلية لمعرفة قانونية عمليات «عربات جدعون».
أبلغ الجيش الإسرائيلي القيادة السياسية باستحالة تحقيق هدفي حرب غزة معاً وكشف وزير الجيش الإسرائيلي يسرائيل عن خطة لتركيز جميع سكان القطاع في ما يسمى «مدينة إنسانية» ستقام على أنقاض رفح وسط تحذيرٍ من تفاقم الكارثة الإنسانية فس قطاع غزة، حيث أكدت مصادر طبية أن أكثر من 70 ألف طفل في غزة يعانون سوء تغذية حاداً، في وقت أكد برنامج «الأغذية العالمي» أن جميع أنظمة الغذاء في غزة على وشك الانهيار، في حين أكدت الأمم المتحدة أن منظومة الغذاء في غزة تعاني انهياراً شاملاً.
ودخلت حرب الإبادة الجماعية التي يشنها الجيش الإسرائيلي على قطاع غزة، أمس الاثنين، يومها ال641، وسط استمرار المجازر بحق العائلات الفلسطينية والنازحين والمدنيين وأعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن القوات الإسرائيلية ارتكبت 59 مجزرة خلال ال100 ساعة الماضية، أسفرت عن مقتل 288 فلسطينياً وإصابة 1088 آخرين بينهم نساء وأطفال ومسنون. وأشار بيان للمكتب إلى أن «من بين الضحايا 99 قتيلاً و394 جريحاً سقطوا خلال محاولتهم الوصول إلى مناطق توزيع المساعدات، في ظل تفاقم أزمة الجوع في قطاع غزة» ووفق البيان شملت الهجمات الإسرائيلية مواقع مدنية عدة، من بينها مراكز الإيواء ومناطق نزوح مكتظة بالنازحين واستراحات عامة وأماكن تجمع شعبي ومنازل لعائلات فلسطينية وأسواق ومراكز التجارية وعيادات طبية ومراكز صحية ومرافق حيوية ومنطقة المواصي التي تدَّعي إسرائيل أنها «آمنة».
ومن جانبه، أعلن مدير مجمع الشفاء الطبي في غزة، أمس الاثنين، أن أكثر من 70 ألف طفل في القطاع يعانون سوء تغذية حاداً، مما يشكل حالة طوارئ صحية تتطلب تدخلاً عاجلاً.
وفي السياق، أكَّدت وزارة الصحة في غزة أن مختبرات وبنوك الدم تعاني نقصاً حاداً في وحدات الدم، في ظل ارتفاع أعداد الجرحى وذكرت أن ما تم توفيره لا يتجاوز 3500 وحدة دم، مقابل صرف 10 آلاف وحدة خلال شهر واحد فقط.
وحذر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية «أوشا» من انهيار وشيك في منظومة الغذاء، مشيراً إلى أن سكان غزة يواجهون المجاعة الحادة، بينما يعاني الأطفال سوء تغذية متفاقماً، ونفاد شبه كامل لحليب الرضع وأكد المكتب أن منع المساعدات يؤدي إلى مزيد من الوفيات، داعياً إلى وصول ما لا يقل عن 100 شاحنة مساعدات يومياً.
بدوره، قال برنامج الأغذية العالمي: «إن الجوع يشتد في غزة ومعظم العائلات بالكاد تحصل على وجبة واحدة يومياً»، لافتاً إلى أن السكان يخاطرون بحياتهم للحصول على كيلو طحين. وفي تغريدة عبر حسابه على منصة «إكس»، أفاد البرنامج الأممي بأن «وقف إطلاق النار في غزة يهيئ الظروف اللازمة لتقديم مساعدات إنسانية آمنة وواسعة النطاق» وأشار البرنامج إلى أن «الأمن الغذائي في غزة وجميع أنظمة الغذاء، على وشك الانهيار».
من جهة أخرى، ذكرت تقارير إسرائيلية أن ثلاثة جنود إسرائيليين في قوات الاحتياط، قدموا التماساً إلى المحكمة العليا، طالبوا فيه بمعرفة ما إذا كانت أهداف عملية «عربات جدعون»، مناقضة للقانون الدولي لأنها تهدف إلى نقل قسري وطرد سكان القطاع.
ومن جانبها، ذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي، أمس الاثنين أن الجيش أبلغ القيادة السياسية بعدم إمكانية تحقيق هدفي الحرب على غزة في القضاء على «حماس» واستعادة الرهائن وأكد الجيش، بحسب الإذاعة، ضرورة إعطاء الأولوية لإعادة المحتجزين الإسرائيليين من القطاع، قبل المضي قدماً في تنفيذ بقية أهداف العملية العسكرية.
إلى ذلك، أعلن كاتس، أمس الاثنين، خطة تهدف إلى تركيز كامل سكان قطاع غزة في ما وصفه ب«مدينة إنسانية» سيتم إنشاؤها على أنقاض مدينة رفح المدمرة جنوب القطاع وذكرت صحيفة «هآرتس» أن المرحلة الأولى من العملية ستبدأ بنقل ما يقارب 600 ألف فلسطيني إلى هذه المنطقة، على أن تتوسع لاحقاً لتشمل نقل ما يقرب من مليوني نسمة، هم إجمالي سكان غزة، إلى الموقع ذاته.
(وكالات)