صدمة غير متوقعة للنفط.. ماذا يخبئ المستقبل للأسعار؟

تلقت أسعار النفط اليوم الأربعاء مفاجأة غير سارة، بعد صدور بيانات أولية أظهرت ارتفاع مخزونات النفط الأميركية للمرة الأولى بعد خمسة أسابيع من التراجعات التاريخية، التي منحت الأسواق إشارة بتعافي الطلب لدى أكبر منتج ومستهلك للنفط في العالم.

في غضون ذلك، تترقب الأسواق بيانات المخزونات الرسمية الصادرة عن إدارة معلومات الطاقة، جنباً إلى جنب وبيانات الوظائف الاميركية، في حين تزيد التكهنات بشأن احتمال إقرار «أوبك» لزيادة جديدة في الإنتاج في الاجتماع المقرر انعقاده نهاية هذا الأسبوع.

النفط اليوم

◄ انخفضت العقود الآجلة لخام برنت تسليم سبتمبر ما يقرب من 0.15 دولار أو ما يعادل 0.2%، لتبلغ مستويات قرب 67 دولاراً للبرميل، بحلول الساعة الـ7:00 صباح اليوم بتوقيت غرينتش.

◄ نزلت عقود خام غرب تكساس الوسيط الأميركي تسليم أغسطس بمقدار 0.2 دولار في البرميل أو ما يعادل 0.3% لتصل إلى مستويات 65.26 دولار للبرميل.

◄ عند نهاية تعاملات أمس، صعدت أسعار العقود الآجلة لخام برنت القياسي، تسليم سبتمبر 0.55%، لتصل إلى 67.11 دولار للبرميل، وارتفعت أسعار العقود الآجلة لخام غرب تكساس 0.5%، لتصل إلى 65.45 دولار.

خسائر حادة

◄ سجل الخامان القياسيان «برنت وغرب تكساس» الأسبوع الماضي أكبر خسائرهما الأسبوعية منذ مارس 2023، بعدما فقدا ما يقرب من 13%.

◄ خلال تعاملات يونيو الماضي يرتفع خام برنت القياسي حوالي 7.7%، كما ارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 8.9%.

◄ سجل الخام الأميركي  خسارة فصلية في الربع الثاني تقترب من 9%، بينما يخسر خام برنت القياسي ما يقرب من 11%.

◄ خلال النصف الأول من العام الحالي، انخفضت أسعار الخامين القياسيين «برنت، وغرب تكساس» 7.6% و 6.5% على التوالي.

ارتفاع مفاجئ

ضغط على الأسعار اليوم، بيانات معهد البترول الأميركي، التي أظهرت ارتفاع مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة هذا الأسبوع، وهو ارتفاع مفاجئ في مخزونات النفط الخام على عكس التوقعات يُنهي سلسلة خسائر استمرت خمسة أسابيع.

وفقاً لبيانات معهد البترول ارتفعت المخزونات بمقدار 680 ألف برميل في الأسبوع المنتهي في الـ27 من يونيو، بعد أن توقعت الأسواق انخفاضاً قدره 2.26 مليون برميل. 

يُنهي هذا الارتفاع سلسلة من الانخفاضات التي أبلغ عنها المعهد خلال الأسابيع الخمسة الماضية، والتي تجاوز مجموعها 22 مليون برميل، وهو انخفاض غير مسبوق في مخزونات الولايات المتحدة لم يشهده التاريخ الحديث، وفقاً لبيانات إدارة معلومات الطاقة الأميركية.

زيادات «أوبك+»

زاد الضغط على الأسواق بعد أن أفاد 4 مندوبين في «أوبك+» بأن المجموعة تعتزم رفع الإنتاج بمقدار 411 ألف برميل يومياً في أغسطس ، بعد زيادات مماثلة في مايو ويونيو  ويوليو.

من المقرر أن تجتمع «أوبك+» في السادس من يوليو، وستكون هذه الزيادة الشهرية الخامسة منذ أن بدأت المجموعة في تخفيف تخفيضات الإنتاج خلال أبريل  الماضي.

أسعار الفائدة

تراقب السوق جنباً إلى بيانات المخزون الرسمية اليوم، واجتماع «أوبك+» نهاية الأسبوع، مسار توقعات أسعار الفائدة لبنك الاحتياطي الفيدرالي «البنك المركزي الأميركي».

كتب المحلل في بنك «آي.جي» توني سيكامور في مذكرة، أن «بيانات الوظائف غير الزراعية الأميركية المقررة ستشكل التوقعات حول عمق وتوقيت خفض أسعار الفائدة من قبل مجلس الاحتياطي في النصف الثاني من هذا العام».

يؤدي انخفاض أسعار الفائدة إلى تحفيز النشاط الاقتصادي، الذي سيعزز بدوره زيادة الطلب على النفط الخام، إذ يقود خفض الفائدة إلى تشجيع الاقتراض والاستثمار جنباً إلى جنب مع تراجع الدولار؛ ما ينعكس على تكلفة نقل وشراء النفط للمستوردين.

مفاوضات تجارية

يراقب المستثمرون المفاوضات التجارية قبل انقضاء الموعد النهائي الذي حدده الرئيس الأميركي دونالد ترامب لفرض رسوم جمركية في الـ9 من يوليو، وقال اليوم إنه لا يعتزم تمديد هذا الموعد.

بدوره، قال وزير الخزانة الأميركي إن «أي قرار بتمديد المفاوضات سيكون بيد ترامب، الذي ألمح إلى أن اليابان قد يتم إخطارها قريباً برسوم جمركية أعلى على الواردات».

توقعات السوق

توقع محللو بنك «مورغان ستانلي» في مذكرة هذا الأسبوع نمواً قوياً في الإمدادات من الدول غير الأعضاء في «أوبك» خلال الفترة 2025-2026 بنحو مليون برميل يومياً، وهو ما يكفي لتلبية نمو الطلب خلال تلك الفترة.

كتب محللو «مورغان ستانلي» أن «أوبك+» ستواصل التراجع عن تخفيضات حصص الإنتاج، وقال المحللون :«ما زلنا نتوقع فائضاً في المعروض بنحو 1.3 مليون برميل يومياً في عام 2026».

وتوقعوا أن يواصل تحالف «أوبك+» زيادة إنتاجه النفطي خلال الأشهر الثلاثة المقبلة؛ ما يعني أن الخفض الكامل البالغ 2.2 مليون برميل يومياً سيلغى بالكامل بحلول أكتوبر، وهو ما سيسهم في دفع أسعار النفط إلى مستويات أدنى.

ورجحوا في المذكرة، أن يتراجع خام برنت إلى نحو 60 دولاراً للبرميل بحلول أوائل العام المقبل مع وفرة الإمدادات في السوق وتراجع المخاطر الجيوسياسية في أعقاب خفض التصعيد بين إسرائيل وإيران.